الحاسب الآلي واستخداماته

لقد ألقي الانفجار المعرفي والمعلوماتي الضخم بثقله الكبير على الانسان منذ منتصف القرن العشرين ، واجبرة على البحث عن وسائل واجراءات كثيرة للتأقلم أو التكيف معه بل والقيام بتطبيقات عديدة له في حياته اليومية .
فما أن بدأت المحاولات الاولى لاختراع الحاسوب في الأربعينيات من القرن العشرين حتى زاد اهتمام الانسان بها للاستفادة منها في تسهيل أمور حياته اليومية، وقد تضاعف نسبة هذا الاهتمام في ضوء حمئ المنافسة الشديدة لغزو الفضاء بين الدول الكبرى ، مما أدى إلى اختراع أجيال عديدة ومتطورة من الحواسيب التي دخلت فورا في الخدمة العسكرية أولا ثم انتقلت إلى الخدمة الاقتصادية ثانيا والخدمات التعليمية ثالثا ، وتلقفت الجامعات والمعاهد العليا والمؤسسات التربوية المختلفة والمدارس هذه الأجيال الحديثة من الحواسيب كي تدخله في معترك الحياة التربوية والتعليمة ولكي يصبح الحاسوب شيئا فشيئا ليس وسيلة تعليمية أو طريقة تدريس فحسب ، بل ومصدرا رئيسيا للمعلومات الضرورية للكثير من الموضوعات المدروسة .
وما أن تم أكتشاف شبكة المعلومات الضخمة ( الأنترنت ) في العقدين الأخيرين من القرن العشرين حتى انتشر استعمال هذه الشبكة في ميادين التربية والتعليم ، وأخذت الدول تنافس فيما بينها في إدخال هذه الخدمة في حياتها العامة وعلى رأسها المدارس والمعاهد والجامعات.
وقد أنتشر استخدام الحاسب في التعليم في المدارس بشكل واسع منذ بداية عام 1997م وذلك نتيجة لتطور الحواسيب ، وما وافق ذلك من انخفاض مستمر في اسعار التكلفة واستمرار ادخال التحسينات على خصائص هذه الأجهزة ، بحيث دخلت إلى معظم المدارس في الدول المتقدمة وفي كثير من دول العالم الثالث .